أفعال المقاربة والرجاء والشروع
ككان كاد وعسى لكن ندَرْ * غيرُ مضارع لهذين خبرْ.
وكونُه بدون أن بعد عسى * نزرٌ وكاد الأمر فيه عُكسا.
وكعسى حرى ولكن جُعلا * خبرُها حتما بأن مُتصلا.
وألزموا اخلولق أن مثل حرى * وبعد أوشك انتفا أن نزُرا.
(ككان كاد وعسى) يعني أنها تعمل عملها فترفع المبتدأ
اسما وتنصب الخبر (لكن ندَرْ غيرُ مضارع لهذين خبرْ)
نحو: (وما كادوا يفعلون)، (فعسى الله أن يأتيَ بالفتح) (وكونُه بدون أن بعد عسى نزرٌ) أي قليل نحو قول الشاعر:
عسى الكربُ الذي أمسيت فيه يكونُ وراءه فرج قريب.
وقوله:
عسى فرجٌ يأتي به الله إنه * له كل يوم في خليقته
أمر.
(وكاد الأمر فيه عُكسا) يعني قل مجيئه بأن نحو ما جاء في
الحديث قال عمر: " ما كدت أن أصلي العصر حتى كادت
الشمس أن تغرب ". (وكعسى حرى ولكن جُعلا خبرُها حتما بأن مُتصلا) نحو: حرى زيد أن يجتهد (وألزموا اخلولق
أن مثل حرى) نحو: اخلولقت السماء أن تمطر (وبعد أوشك انتفا أن نزُرا) أي قل مجيئه بدون أن، نحو
قوله:
ولو سئل
الناس التراب لأوشكوا * إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا.
ومن مجيئه
بدون أن قوله:
يوشك من فر من منيته * في بعض غِراته يوافقها.
ومثلُ كاد في الأصح كرَبا * وتركُ أن معْ ذي الشروع وجبا.
كأنشأ السائق يحدو وطفِقْ * كذا أخذت وجعلت وعلِقْ.
(ومثلُ كاد في الأصح كرَبا) ومنه قول الشاعر:
كرب القلب من جواه يذوب
* حين قالت الوشاة هند غضوب.
ومن مجيئه
بأن قوله:
سقاها ذوو الأحلام سجلا على الظما * وقد كربت
أعناقها أن تقطعا.
(وتركُ أن معْ ذي الشروع وجبا كأنشأ
السائق يحدو كذا أخذت وجعلت وعلِقْ) هذه أفعال الشروع أو الإنشاء نحو: طفق زيد يعملُ، أخذ يضحك،
جعل يبتسم، علِق يلعب.
واستعملوا مضارعا لأوشكا *
وكاد لا غير وزادوا موشكا.
بعد عسى اخلولق أوشكْ قد
يردْ * غنًى بأن يفعل عن ثان فُقد.
وجردنْ عسى أو ارفع مضمرا
* بها إذا اسمٌ قبلَها قد ذُكرا.
والفتحَ والكسرَ أجزْ في
السين من * نحو عسَيتُ وانتقا الفتح زُكن.
(واستعملوا مضارعا لأوشكا) نحو قوله:
يوشك من فر من منيته * في بعض غِراته يوافقها.
(وكاد لا غير) نحو: (يكاد
سنا برقه يذهب بالأبصار) (وزادوا موشكا) نحو
قوله:
فموشكةٌ أرضُنا أن تعودا
* خلاف الأنيس وَحوشا يبابا.
أي قفرا خاليا
ليس به أحد.
(بعد عسى اخلولق أوشكْ قد يردْ غنًى بأن يفعل عن ثان فُقد)
يعني أن هذه الأفعال الثلاثة تستعمل تامة فلا تحتاج إلى خبر، نحو: عسى أن يقوم، أوشك أن يموت،
اخلولق أن يأتي، فأن والفعل في هذه الحالة في محل
رفع فاعل، وهي رافعة لضمير على الفاعلية، ويجوز إظهاره: عسى
أن يقوم زيد، (وجردنْ عسى أو ارفع مضمرا بها إذا
اسمٌ قبلَها قد ذُكرا) نحو: الرجلان عسى أن يقوما،
أو عسيا أن يقوما. (والفتحَ
والكسرَ أجزْ في السين من نحو عسَيتُ وانتقا الفتح زُكن).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق