كان وأخواتها:
ترفع كان المبتدا اسما والخبرْ * تنصبه
ككان سيِّدا عُمرْ.
ككان ظل بات أضحى أصبحا * أمسى وصار ليس
زال برِحا،
فتِئ وانفكَّ، وهذي الأربعةْ * لشبه نفي
أو لنفي مُتْبَعَةْ.
ومثل كان دام مسبوقا بما * كأعط ما دُمت
مُصيبا درهما
(ترفع كان المبتدا اسما
والخبرْ تنصبه) هذه الأفعال تسمى بنواسخ الابتداء، وفيها أيضا الحروف،
وستأتي، (ككان سيِّدا عُمرْ) أي كان عمرُ سيدا،
أو كان محمد مريضا، (ككان
ظل) نحو: ظل زيد جائعا، أي طول نهاره (بات) نحو بات زيد قانتا،
أي طول ليله (أضحى) نحو: أضحى زيد مسرورا، أي في
وقت الضحى (أصبحا) نحو: أصبح
الجو صحوا، أي في وقت الصبح (أمسى) نحو: أمسى محمد حزينا، أي في
وقت المساء (وصار) نحو: صار
زيد فقيها، أي تحول إلى هذه الحال (ليس) نحو: ليس الأمر معقولا، تفيد
النفي (زال) نحو: ما
زال زيد مريضا، (برِحا) ما برح زيد
مجاهدا، (فتِئ) ما فتئ (وانفكَّ) ما انفك عمرو ظالما، (وهذي
الأربعةْ لشبه نفي أو لنفي مُتْبَعَةْ)
والمراد بشبه النفي النهي نحو قول الشاعر:
صاحِ شمر
ولا تزل ذاكرَ المـــــــــوت فنسيانه ضلال مبين،
وقد جاء
في القرآن: (تالله تفتأُ تذكر يوسف) أي لا تفتأ،
ولا يحذف النفي معها قياسا إلا مع القسم، وشذ الحذف في قول الشاعر:
وأبرَحُ ما أدام الله قومي * بحمد الله منتطِقا مُجيدا.
(ومثل كان
دام مسبوقا بما) أي ما المصدرية الظرفية (كأعط ما دُمت مُصيبا
درهما) أي مدة دوامك مصيبا، ومنه قوله
تعالى: (ما دُمت حيا)،
وغيرُ ماض مثلَه قد عملا * إن كان غيرُ الماضِ منه استُعملا.
وفي جميعها توسطَ الخبرْ * أجِزْ، وكلٌّ سبقَه دام حظَرْ.
كذاك سبقُ خبرٍ ما النافيةْ * فجِئْ بها متلُوَّةً لا تاليَةْ.
ومنعُ سبق خبرٍ ليس اصطُفي * وذو تمام ما برفع يكتفي،
وما سواه ناقص والنقصُ في * فتئ ليس زال دائما قُفي.
(وغيرُ ماض مثلَه قد عملا إن كان غيرُ الماضِ منه استُعملا)
الأفعال التي تتصرف، وهي ما عدا: ليس ودام، وزال وبرح
وفتئ وانفك، نحو: (وتكونوا شهداء على الناس)
(كونوا قوامين بالقسط)، وقال الشاعر:
وما كل
من يُبدي البشاشةَ كائنا * أخاك إذا لم تُلفِه لك
مُنجدا.
وقال
الشاعر:
ببذلٍ
وحِلمٍ ساد في حلمه الفتى * وكونك إياه عليك
يسيرُ.
(وفي جميعها توسطَ
الخبرْ أجِزْ) نحو قوله تعالى: (وكان حقا علينا
نصر المؤمنين). وقال الشاعر:
سلي إن
جهِلت الناس عنا وعنهمُ * فليس سواءً عالمٌ وجهول.
وقال
آخر:
لا طِيب
للعيش ما دامت منغَّصةً * لذاتُه بادِّكار الموت
والهرم.
(وكلٌّ سبقَه دام حظَرْ) ظاهره عدم جواز: لا أكلمك ما عابسا دام وجهك، والصواب جوازه، والذي لا
يجوز: لا أكلمك عابسا ما دام وجهك، (كذاك سبقُ خبرٍ ما النافيةْ، فجِئْ بها متلُوَّةً لا تاليَةْ)
نحو: ما قائما كان زيد، ولا يجوز: قائما ما كان
زيد، ويجوز نحو: قائما لم يزل زيد، حيث يكون النفي
بغير ما. (ومنعُ سبق خبرٍ ليس اصطُفي) فلا تقول:
صالحا ليس زيد، ويجوز تقدم معمول الخبر على ليس، ومنه قوله تعالى: (ألا يومَ
يأتيهم ليس مصروفا عنهم)
(وذو تمام ما برفع يكتفي) يعني أن هذه
الأفعال تنقسم إلى قسمين: ما يكون ناقصا وتاما حيث يكتفي بمرفوعه، نحو: (وإن كان ذو عسرة) أي إن وُجد، وقوله: (خالدين فيها ما دامت السموات والأرض)، وقوله: (فسبحان الله حين تُمسون وحين تُصبحون) (وما سواه ناقص، والنقصُ في فتئ ليس زال دائما قُفي) أي تُبع، معناه أن
الأفعال التي تكون ناقصة فحسب هي: ليس، ما فتئ لا زال.
ولا يلي العاملَ معمولُ الخبرْ * إلا إذا
ظرفاً أتى أو حرف جرّْ.
ومُضمرَ الشأن اسما انوِ إن وقعْ *
موهِمُ ما استبان أنه امتنع.
(ولا يلي العاملَ معمولُ
الخبرْ إلا إذا ظرفاً أتى أو حرف جرّْ) نحو: كان
عندك محمد جالسا، كان في الدار زيد قائما، ولا يجوز نحو: كان حقَّك عمرٌو مُضيعا،
ويجوز كان عمرو حقك مضيعا. وكذا يجوز: كان مضيعا
حقَّك عمرٌو، (ومُضمرَ الشأن اسما انوِ إن وقعْ موهِمُ
ما استبان أنه امتنع) وذلك
نحو: قول الشاعر:
قنافذُ
هداجون حول بيوتهم * بما كان إياهم عطيةُ عوَّدا.
الهدج:
المشي في ارتعاش، والتقدير: كان الشأن إياهم عطية عودا.
ونحوه
قول الشاعر:
فأصبحوا
والنَّوى عالي مُعرَّسِهم * وليسَ كلَّ النَّوَى تُلقي
المساكين.
والتقدير:
وليس الشأنُ كل النوى تُلقي المساكين.
وقد تُزاد كان في حشو كما * كان أصحَّ علمَ من تقدما،
ويَحذفونها ويُبقون الخبرْ * وبعدَ إنْ ولوْ كثيرا ذا اشتهرْ.
وبعدَ أنْ تعويضُ ما عنها ارتُكب * كمثل أمَّا أنت بَرا فاقترب.
ومن مُضارع لكان منجزم * تُحذَفُ نونٌ وهْو حذفٌ ما التُزم.
(وقد تُزاد كان في حشو) وذلك
نحو: جاء الذي كان عرفته، وتنقاس زيادتها بين ما التعجبية وفعلها (كما كان أصحَّ علمَ من تقدما) أي ما أصحَّ، وكان زائدة،
وسمعت زيادتها بين الصفة والموصوف كقوله:
فكيف إذا
مررت بدار قوم * وجيران لنا كانوا كرام.
وشذت
زيادتها بين الجار والمجرور، نحو قوله:
سراة بني
أبي بكر تسامى * على كان المُسوَّمة العراب.
يعن أن
خيول بني أبي بكر تسمو قيمتها على من عداها من الخيول العربية، والمسومة: المعلمة.
(ويَحذفونها ويُبقون الخبرْ، وبعدَ إنْ ولوْ كثيرا ذا اشتهرْ)
نحو: ائتني بدابة ولو حمارا، أي ولو كان المأتيُّ
حمارا، وقول الشاعر:
قد قيل
ما قيل إن صدقا وإن كَذِبا * فما اعتذارك من قول
إذا قيل.
وشذ
حذفها بعد لدن، نحو قوله:
من لدُ شولا فإلى إتلائها * والتقدير ربيتها من
لدن أن كانت شولا، إلى حين يتبعها ولدها.
(وبعدَ أنْ تعويضُ ما عنها ارتُكب كمثل أمَّا أنت بَرا فاقترب)
والأصل: أن كنت برا فاقترب، فلما جيء بأما انفصل الضمير، ومنه قوله:
أبا
خراشةَ أما أنت ذا نفر * فإن قومي لم تأكلهم
الضبُعُ.
والتقدير:
فخرت أن كنت ذا نفر. أي فخرت لأن كنت كذلك.
(ومن مُضارع لكان منجزم تُحذَفُ نونٌ وهْو حذفٌ ما التُزم)
نحو: قوله تعالى (وإن تكُ حسنة يضاعفها).
كان وأخواتها:
ترفع كان المبتدا اسما والخبرْ * تنصبه
ككان سيِّدا عُمرْ.
ككان ظل بات أضحى أصبحا * أمسى وصار ليس
زال برِحا،
فتِئ وانفكَّ، وهذي الأربعةْ * لشبه نفي
أو لنفي مُتْبَعَةْ.
ومثل كان دام مسبوقا بما * كأعط ما دُمت
مُصيبا درهما
(ترفع كان المبتدا اسما
والخبرْ تنصبه) هذه الأفعال تسمى بنواسخ الابتداء، وفيها أيضا الحروف،
وستأتي، (ككان سيِّدا عُمرْ) أي كان عمرُ سيدا،
أو كان محمد مريضا، (ككان
ظل) نحو: ظل زيد جائعا، أي طول نهاره (بات) نحو بات زيد قانتا،
أي طول ليله (أضحى) نحو: أضحى زيد مسرورا، أي في
وقت الضحى (أصبحا) نحو: أصبح
الجو صحوا، أي في وقت الصبح (أمسى) نحو: أمسى محمد حزينا، أي في
وقت المساء (وصار) نحو: صار
زيد فقيها، أي تحول إلى هذه الحال (ليس) نحو: ليس الأمر معقولا، تفيد
النفي (زال) نحو: ما
زال زيد مريضا، (برِحا) ما برح زيد
مجاهدا، (فتِئ) ما فتئ (وانفكَّ) ما انفك عمرو ظالما، (وهذي
الأربعةْ لشبه نفي أو لنفي مُتْبَعَةْ)
والمراد بشبه النفي النهي نحو قول الشاعر:
صاحِ شمر
ولا تزل ذاكرَ المـــــــــوت فنسيانه ضلال مبين،
وقد جاء
في القرآن: (تالله تفتأُ تذكر يوسف) أي لا تفتأ،
ولا يحذف النفي معها قياسا إلا مع القسم، وشذ الحذف في قول الشاعر:
وأبرَحُ ما أدام الله قومي * بحمد الله منتطِقا مُجيدا.
(ومثل كان
دام مسبوقا بما) أي ما المصدرية الظرفية (كأعط ما دُمت مُصيبا
درهما) أي مدة دوامك مصيبا، ومنه قوله
تعالى: (ما دُمت حيا)،
وغيرُ ماض مثلَه قد عملا * إن كان غيرُ الماضِ منه استُعملا.
وفي جميعها توسطَ الخبرْ * أجِزْ، وكلٌّ سبقَه دام حظَرْ.
كذاك سبقُ خبرٍ ما النافيةْ * فجِئْ بها متلُوَّةً لا تاليَةْ.
ومنعُ سبق خبرٍ ليس اصطُفي * وذو تمام ما برفع يكتفي،
وما سواه ناقص والنقصُ في * فتئ ليس زال دائما قُفي.
(وغيرُ ماض مثلَه قد عملا إن كان غيرُ الماضِ منه استُعملا)
الأفعال التي تتصرف، وهي ما عدا: ليس ودام، وزال وبرح
وفتئ وانفك، نحو: (وتكونوا شهداء على الناس)
(كونوا قوامين بالقسط)، وقال الشاعر:
وما كل
من يُبدي البشاشةَ كائنا * أخاك إذا لم تُلفِه لك
مُنجدا.
وقال
الشاعر:
ببذلٍ
وحِلمٍ ساد في حلمه الفتى * وكونك إياه عليك
يسيرُ.
(وفي جميعها توسطَ
الخبرْ أجِزْ) نحو قوله تعالى: (وكان حقا علينا
نصر المؤمنين). وقال الشاعر:
سلي إن
جهِلت الناس عنا وعنهمُ * فليس سواءً عالمٌ وجهول.
وقال
آخر:
لا طِيب
للعيش ما دامت منغَّصةً * لذاتُه بادِّكار الموت
والهرم.
(وكلٌّ سبقَه دام حظَرْ) ظاهره عدم جواز: لا أكلمك ما عابسا دام وجهك، والصواب جوازه، والذي لا
يجوز: لا أكلمك عابسا ما دام وجهك، (كذاك سبقُ خبرٍ ما النافيةْ، فجِئْ بها متلُوَّةً لا تاليَةْ)
نحو: ما قائما كان زيد، ولا يجوز: قائما ما كان
زيد، ويجوز نحو: قائما لم يزل زيد، حيث يكون النفي
بغير ما. (ومنعُ سبق خبرٍ ليس اصطُفي) فلا تقول:
صالحا ليس زيد، ويجوز تقدم معمول الخبر على ليس، ومنه قوله تعالى: (ألا يومَ
يأتيهم ليس مصروفا عنهم)
(وذو تمام ما برفع يكتفي) يعني أن هذه
الأفعال تنقسم إلى قسمين: ما يكون ناقصا وتاما حيث يكتفي بمرفوعه، نحو: (وإن كان ذو عسرة) أي إن وُجد، وقوله: (خالدين فيها ما دامت السموات والأرض)، وقوله: (فسبحان الله حين تُمسون وحين تُصبحون) (وما سواه ناقص، والنقصُ في فتئ ليس زال دائما قُفي) أي تُبع، معناه أن
الأفعال التي تكون ناقصة فحسب هي: ليس، ما فتئ لا زال.
ولا يلي العاملَ معمولُ الخبرْ * إلا إذا
ظرفاً أتى أو حرف جرّْ.
ومُضمرَ الشأن اسما انوِ إن وقعْ *
موهِمُ ما استبان أنه امتنع.
(ولا يلي العاملَ معمولُ
الخبرْ إلا إذا ظرفاً أتى أو حرف جرّْ) نحو: كان
عندك محمد جالسا، كان في الدار زيد قائما، ولا يجوز نحو: كان حقَّك عمرٌو مُضيعا،
ويجوز كان عمرو حقك مضيعا. وكذا يجوز: كان مضيعا
حقَّك عمرٌو، (ومُضمرَ الشأن اسما انوِ إن وقعْ موهِمُ
ما استبان أنه امتنع) وذلك
نحو: قول الشاعر:
قنافذُ
هداجون حول بيوتهم * بما كان إياهم عطيةُ عوَّدا.
الهدج:
المشي في ارتعاش، والتقدير: كان الشأن إياهم عطية عودا.
ونحوه
قول الشاعر:
فأصبحوا
والنَّوى عالي مُعرَّسِهم * وليسَ كلَّ النَّوَى تُلقي
المساكين.
والتقدير:
وليس الشأنُ كل النوى تُلقي المساكين.
وقد تُزاد كان في حشو كما * كان أصحَّ علمَ من تقدما،
ويَحذفونها ويُبقون الخبرْ * وبعدَ إنْ ولوْ كثيرا ذا اشتهرْ.
وبعدَ أنْ تعويضُ ما عنها ارتُكب * كمثل أمَّا أنت بَرا فاقترب.
ومن مُضارع لكان منجزم * تُحذَفُ نونٌ وهْو حذفٌ ما التُزم.
(وقد تُزاد كان في حشو) وذلك
نحو: جاء الذي كان عرفته، وتنقاس زيادتها بين ما التعجبية وفعلها (كما كان أصحَّ علمَ من تقدما) أي ما أصحَّ، وكان زائدة،
وسمعت زيادتها بين الصفة والموصوف كقوله:
فكيف إذا
مررت بدار قوم * وجيران لنا كانوا كرام.
وشذت
زيادتها بين الجار والمجرور، نحو قوله:
سراة بني
أبي بكر تسامى * على كان المُسوَّمة العراب.
يعن أن
خيول بني أبي بكر تسمو قيمتها على من عداها من الخيول العربية، والمسومة: المعلمة.
(ويَحذفونها ويُبقون الخبرْ، وبعدَ إنْ ولوْ كثيرا ذا اشتهرْ)
نحو: ائتني بدابة ولو حمارا، أي ولو كان المأتيُّ
حمارا، وقول الشاعر:
قد قيل
ما قيل إن صدقا وإن كَذِبا * فما اعتذارك من قول
إذا قيل.
وشذ
حذفها بعد لدن، نحو قوله:
من لدُ شولا فإلى إتلائها * والتقدير ربيتها من
لدن أن كانت شولا، إلى حين يتبعها ولدها.
(وبعدَ أنْ تعويضُ ما عنها ارتُكب كمثل أمَّا أنت بَرا فاقترب)
والأصل: أن كنت برا فاقترب، فلما جيء بأما انفصل الضمير، ومنه قوله:
أبا
خراشةَ أما أنت ذا نفر * فإن قومي لم تأكلهم
الضبُعُ.
والتقدير:
فخرت أن كنت ذا نفر. أي فخرت لأن كنت كذلك.
(ومن مُضارع لكان منجزم تُحذَفُ نونٌ وهْو حذفٌ ما التُزم)
نحو: قوله تعالى (وإن تكُ حسنة يضاعفها).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق